الصلاة و السلام على أشرف المرسليـن ...©
الحمد لله وحده نحمده و نشكره و نستعينه و نستغفره و نعود بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ...
.من يهده الله فلا مظل له و من يظلل فلن تجد له ولياً مرشدا ...
...و أشهد ألا إلاه إلا الله وحده لا شريك له و أن محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه و سلم ...
... و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ...
...ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الخبير ...
...ربنا لا فهم لنا إلا ما فهمتنا إنك أنت الجواد الكريم ...
...ربي اشرح لي صدري و يسر لي أمري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ...
...أما بعد ...
النوم ما بين حلوه واضطراباته
لقد أدى التطور العلمي والحضاري والتكنولوجي إلى إيجاد تقنيات أدت إلى راحة الإنسان جسدياً إلا أن ظروفاً متعددة أثرت على صحة وسلامة الإنسان ومنها اضطرابات النوم.
إن النظريات القديمة كانت تقول أن النوم هو حالة من الغيبوبة تتعطل فيها أعضاء ووظائف الجسم ويتوقف نشاطه الدماغي. وأما البعض فيعرفه أنه وظيفة حيوية يقوم بها الكائن الحي ليقي نفسه من حلول التعب. وهذا ليس بقدرة الإنسان وإنما بقدرة الله الذي خلق الإنسان وأودع فيه الأعصاب والشرايين والأوردة والتي تعمل بقدرة الله وليس بقدرة الإنسان. وأرى بأن النوم هو توقف عمل بعض أجهزة الجسم كالحركة والسمع والبصر عن العمل نتيجة الإرهاق الجسمي أو الفكري لفترة محدودة مع العلم بأن باقي أجهزة الجسم تعمل كالدماغ والقلب.
الهدف من النوم
1. ترتيب المعلومات المكتسبة خلال وعي الإنسان في النهار والليل فالدماغ يتكون من أجزاء فلكل جزء وظيفة معينة فبعضها يحفظ الصور وبعضها مسؤول عن الانفعالات فخلال النوم يتم فرز المعلومات المكتسبة خلال الوعي
2. إعادة تصليح وتأهيل بعض الخلايا العصبية التي أنهكت خلال نشاط الإنسان نهاراً وليلاً وهو في حالة الوعي .
3. إعادة توزيع المواد الكيميائية بين الخلايا العصبية وبين وسائط نقلها في الدماغ.
4. من أجل التزود بالطاقة التي استهلكت خلال وعي الإنسان.
5. من أجل ضبط الساعة البيولوجية في حياة الإنسان حيث يوجد نوعان من الهرمونات وهما cortisolوmeltaonin وهما هرمونان يفرزهما الدماغ ليلاً أكثر من النهار وفي الليل تبدأ درجة حرارة الجسم بالانخفاض لأن الإنسان يبذل خلال النهار طاقة مما يؤدي لرفع درجة حرارة الإنسان فالساعة البيولوجية تؤدي لتكيف الإنسان ولذلك نجد الكثير من الناس يعانون من صعوبات كبيرة في العمل خلال الليل.
أهمية النوم
تكمن أهميةالنوم في الساعة البيولوجية التي خلقها الله سبحانه وتعالى في جسم الإنسان فالنوم أهم من الطعام والشراب أحياناً حيث يستطيع أن يصبر عليهما الإنسان أكثر من النوم وحتى تهدأ العمليات الحيوية في الجسم وتزول آثار التعب لا بد للإنسان أن يستريح وينام , فالنوم يحافظ على الوظائف المناعية في الجسم ويزيد من كفاءة العقل ويضبط سلوكيات الإنسان ويقلل من حدوث الشيخوخة , ولكن النوم لا يكون في أي وقت بل توجد ساعة بيولوجية داخلية موجودة في (الهيموتلامس) في قاع المخ وهي التي تحدد أوقات النوم.
اضطرابات النوم النفسية
لها عدة أسباب :
1. الطعام والتغذية:
يوجد اثنان من الأحماض الأمينية (التربتوفان والتروسين)يلعبان دوراً مهماً في الرغبة بالطعام والاستجابة المزاجية فالحمض الأميني التربتوفان يتحول إلى مادة السيروتونين والتي تعتبر المادة الأساسية التي يستعملها المخ في تصنيع الناقلات العصبية المهدئة ويحصل الإنسان عليه من الأطعمة مما يساعده على النوم.
أما تناول المواد الكربوهيدراتية بكثرة وخاصة قبل النوم يؤدي إلى زيادة إفراز الأنسولين بكثرة من البنكرياس وكثرة إفراز الأنسولين تؤدي إلى نقص الأحماض الدهنية فيجب التقليل من الدهنيات وخاصة قبل النوم .
فيفضل تناول الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم لأنها تساعد في استخدام التربتوفان في عملية تصنيع الميلاتونين.
2. الأرق اليومي الأولي:
ويتمثل في عدم القدرة على النوم بسرعة أومواصلة النوم بشكل مستمر.ويؤدي الأرق إلى خلل إكلينيكي عضوي يقود بدوره إلى الإكتئاب.
3. فرط النوم الأولي :
ويحدث عندما يشعر الإنسان بالنعاس المستمر أو ينام لفترة طويلة حيث ينام قي النهار عدة مرات أو ينام متأخراً في الليل ويستمر إلى ما بعد ظهر اليوم التالي وهو نائم.
4. أمراض الجهاز التنفسي :
حيث ترتبط اضطراباته ببعض الأمراض العضوية وتتمثل ما بين النعاس المفرط أو العكس حيث يشعر الفرد بالأرق ولا يستطيع النوم ومن الاضطرابات انقطاع التنفس المركزي حيث يشعر الفرد بالاختناق .
5. المهنة:
المهنة لها دور مهم في حدوث أو وقف اضطرابات النوم,كالعاملين ليلاً أو رجال الأعمال ممن يضطرون للسفر ليلاً.
6. الكوابيس الليلية: خاصة المتعلقة بأشياء مخيفة.
7. المشي أثناء النوم.
8. شلل النوم : لا يستطيع الفرد أن يقوم بأي حركة إرادية كتحريك اليدين أو الرجلين ويشعر بأن وزناً كبيراًعلى صدره فلا يستطيع أن يتحرك أو أن يتكلم ويشعر بانقطاع النفس أيضاً.
9. الاكتئاب: إن الأفراد المكتئبين بالعادة يبدون اضطرابات خلال النوم تتضح من خلال حركة العين السريعة وهذا ربما ناتج عن خلل في الناقلات العصبية وخاصة (السيراتونين والنورادرينالين) والتي تؤدي لاضطرابات في النوم.
10. ضحايا العنف والجريمة.
11. القلق.
12. تناول المشروبات الكحولية وتعاطي المخدرات والإدمان عليها.
13. التدخين والإفراط فيه.
14. الإكثار من شرب الشاي والقهوة لأنهما مادتان منبهتان وتحتويان على الكافيين.
15. الفراش غير المناسب كالغطاء والفرشة والوسادة وخاصة التي مضى عليها زمن طويل وبعضها تحتوي على مواد صناعية تثير الحساسية لدى الإنسان.